منهج مونتيسوري تعليم يراعي استقلالية الطفل

يختلف منهج مونتيسوري عن التعليم التقليدي في عدة نواحٍ أساسية. في مونتيسوري، يتعلم الأطفال بوتيرتهم الخاصة ويختارون أنشطتهم بحرية، بينما يتبع التعليم التقليدي جدولاً زمنياً محدداً وأنشطة موجهة من المعلم. كما أن فصول مونتيسوري تضم أطفالاً من فئات عمرية مختلفة، مما يشجع التعلم التعاوني، بينما ينقسم التعليم التقليدي حسب العمر. تركز مونتيسوري على التعلم الذاتي والاستكشاف باستخدام مواد ملموسة خاصة، بينما يعتمد التعليم التقليدي غالباً على التلقين والتعلم الجماعي.

في منهج مونتيسوري، يتم تقييم تقدم الطفل بشكل مختلف عن التعليم التقليدي. يعتمد التقييم على الملاحظة المستمرة والدقيقة من قبل المعلم، الذي يتتبع اختيارات الطفل للأنشطة ومستوى تركيزه وإتقانه للمهارات. تحتفظ بيئة مونتيسوري بسجلات مفصلة توثق تقدم كل طفل في مختلف المجالات التعليمية. معظم فصول مونتيسوري لا تستخدم الاختبارات التقليدية أو الدرجات، بل تركز على التقدم الفردي للطفل مقارنة بنفسه وليس بالآخرين. كما تُجرى لقاءات منتظمة مع الأهل لمناقشة تقدم الطفل وخطط التطوير المستقبلية.

يمكن للأهل دعم فلسفة مونتيسوري في المنزل من خلال عدة طرق: أولاً، تهيئة بيئة منزلية منظمة ومناسبة لحجم الطفل، مع وضع الأشياء في متناول يده لتعزيز استقلاليته. ثانياً، احترام قدرة الطفل على الاختيار والتعلم بوتيرته الخاصة، وإتاحة الوقت الكافي له لإكمال المهام دون مقاطعة. ثالثاً، تشجيع الأطفال على المشاركة في الأعمال المنزلية بما يتناسب مع قدراتهم، مثل ترتيب مائدة الطعام أو ثني الملابس. رابعاً، استخدام مواد طبيعية وألعاب بسيطة تحفز الخيال. خامساً، الحد من وقت الشاشات والتكنولوجيا، وتشجيع اللعب النشط والتواصل مع الطبيعة.